نادر نور الدين لـ (مصر الآن ): البيان الإثيوبي ملئ بالمتناقضات والأكاذيب

 أكد الدكتور نادر نور الدين استاذ استصلاح الاراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة والخبير الزراعي في تصريح خاص لـ (مصر الآن ) أنة في بيان اثيوبيا العنيف اول امس ضد مصر ادعت فيه ان نهر الأباي أي النيل الأزرق يمثل ٧٠٪ من موارد مياه انهارها !! وهذا كذب طبقا لبيان منظمة الأغذية والزراعة والذى حدد موارد انهار اثيوبيا ١٢٢ مليار متر مكعب ومن المعروف ان النيل الازرق لا تتجاوز تدفقاته السنوية ٤٩ مليار متر مكعب وبالتالي يكون النيل الازرق يمثل ٤٠٪ فقط من مياه انهار اثيوبيا .
وقال أن البيان الاثيوبي كله مغالطات واكاذيب ويردد نفس الكلام منذ ١٤ عاما بالادعاء بأن مصر مازالت متمسكة بأمور الحقبة الاستعمارية في حصتها من مياه النهر، علما بأن اثيوبيا هى اكثر من استفاد من الحقبة الاستعمارية واخر من يتكلم عن ظلمهم حيث تنازل الاستعمار الفرنسي للصومال عن اقليم اوجادين العربي الي اثيوبيا وكل سكانه يتكلمون العربية وليس الامهرية، ثم تنازل الاستعمار الانجليزى لاثيوبيا عن اقليم بني شنجول السوداني مقابل عدم اعاقة تدفقات المياه الي السودان ومصر ولكنهم اخذوا الاقليم ثم اعاقوا تدفقات المياه بسدهم العدواني،،، ثم ان الاستعمار نفسه هو الذي كان يحتل دول منابع النيل الابيض ويحتل مصر فلماذا يتحيز لمصر دون دول المنابع؟! ولماذا وقف نفس هذا الاستعمار ضد مصر عند اقامة السد العالي وطالب بضمان حصص لدول منابع النيل الابيض عندما تحتاجها واخذ عبد الناصر بها واضافها في فقرة كاملة في اتفاق السد العالي مع السودان عام ١٩٥٩،، واخيرا فإن اثيوبيا لم تحتل خلال تاريخها الحديث الا لثلاث سنوات فقط من ايطاليا خلال الحرب العالمية الاولي ومع ذلك تتشدق بالاستعمار والذي ضاعف مساحة اثيوبيا لثلاثة اضعاف،، فلماذا لاتعيد اثيوبيا الاراضي التي منحها اياها الاستعمار الي الصومال والسودان حتى يكون كلامها صادق عن ظلم الحقبة الاستعمارية،
وأضاف د. نادر نور الدين انهم دائما ذات وجهين فعندما طالبوا بمنفذ لهم على البحر الاحمر قالوا ان ذلك حقا تاريخيا لاثيوبيا ولكن عندما تحدثت مصر عن حقوقها التاريخية في مياه النهر قالوا ان التاريخ ليس له حقوق ولا يعترف به القانون الدولى!!،،، ثم انكروا الحقوق المكتسبة لمصر والتي اقرها قانون الامم المتحدة للأنهار العابرة للحدود وانها ما تعودت اي دولة على وصوله اليها من مياه الانهار عبر مئات والاف السنين،، ونحن تعودنا وصول ٨٤ مليار متر مكعب من المياه الي اراضينا منذ قديم الازل  نقاسمها مع السودان ونحن لم نتدخل في وصول هذه المياه الينا ولم نطلب من اي دولة وبالذات اثيوبيا عدم استخدام المياه ونتحداها لو اظهرت اي خطاب من مصر تطلب فيها تقنين استخدام المياه هى او غيرها ولكننا نتحفظ فقط على بناء السدود العملاقة على نهر النيل قليل المياه بينما لم نعترض حين اقامت اثيوبيا سد تاكيزى بسعة ٩ مليار متر مكعب على نيل عطبرة بل واقمنا سد اوين في اوغندا ثم من بعده سد كييرا لتوليد الكهرباء وتحملت مصر كافة التكاليف بنحو مليون جنيه استرليني عام ١٩٤٨ وهو مبلغ كبير للغاية وقتها.
 وقال عموما على اثيوبيا ان تستوعب ان مايصل لمصر من مياه هو طبقا للخلق الطبيعي للنهر ومع الانحدار ومصر لم تتدخل فيه بل واقره قانون الامم المتحدة لمياه الانهار حيث نص على عدم جواز تغيير الكميات او المواعيد التي تصل فيها مياه الانهار لدول المصب وهو مالم تتبعه اثيوبيا بسدها الضخم حيث غيرت الكميات والمواعيد التي ستصل المياه الينا دون اتفاق معنا على ذلك،، كما ان اثيوبيا لم تستوعب ماجاء بقانون الامم المتحدة للأنهار العابرة للحدود بشأن التقسيم العادل للمياه وليس التقسيم المتساوي وفسره القانون بأنه اذا كانت لدولة منبع العديد من الانهار ومن الموارد المائية فعليها ان تترك بعضها للدول الباقية ولاثيوبيا تسعة احواض انهار تضم اكثر من ٢٥ نهرا ورافدا بالاضافة الي ٩٦٣ مليار متر مكعب من الامطار وبحيرة تانا بسعة ٣٠ مليار متر مكعب سنويا وبحيرة سد تاكيزى بسعة ٩ مليار ومياه جوفية تتجاوز ١٥ مليار ومع ذلك تطمع في المياه التي تصل الي مصر التي لديها نهر وحيد وبلا روافد!!!
وأكد د. نادر أن اطماع وعدوانية اثيوبيا نالت جميع جيرانها بحرب العشرين عاما مع ارتريا والتدخل في الصومال والاستيلاء على اقليم الشفقة الحدودى مع السودان واقامة ثلاثة سدود على نهر اومو مع جارتها كينيا بما قطع المياه عن شمال كينيا وشرد نحو ٢٥٠ الف كيني  مشيرا الي أن اثيوبيا دولة مارقة لاتعترف بقوانين ولا معاهدات،، ولا تعترف او تخشى الا من منطق القوة وتتحدث وكأنها هى من تستمطر السحاب بأمرها وان الانهار التي تصل الي مصر والسودان ملكها وليست موردا طبيعيا وتتحدث عن انها تشارك بنحو ٨٥٪ من مياه النيل وليس ان الانهار هبة من السماء لهم ولنا وليست لها ملاكا ولا ملكية لاحد،،، ولا يستوعبون السنوات العجاف التي تصيبنا جميعا ولو كانت لها ولاية على النهر لمنعت حدوثها!!!!
وتعجب الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعي قائلا المضحك انها تدعي في البيان انها قادت حركات التحرير في كل دول افريقيا والكل يعلم ان مصر هى التي قادتها ومولتها عسكريا وماليا ولا تخلو دولة افريقية واحدة من شوارع بأسم ناصر وبأسم مصر وبأسم القاهرة بينما كانت اثيوبيا في ستينات القرن الماضي وقت التحرر من الاستعمار في غياهب الجهل والعوز وتعيش على المعونات ولا تستطيع دعم اي دولة افريقية بل انها وحتى الان تتاجر بفقرها وتتسول عطف الدول الغربية بأن سدها العدواني هو لتقليل الفقر المدقع فيها وتوصيل الكهرباء للأغلبية السكانية المحرومة منها وكيف ان مصر تعيش في تحضر ويتمتع الجميع فيها بالكهرباء بينما هم ٦٠٪ ليس لديهم انارة!! فكيف قادوا ومولوا حركات التحرير ضد الاستعمار؟! انهم يكذبون دوما!! فأثيوبيا دولة تعيش على الكذب والخداع والصراعات مع جيرانها ومكروهة ومدانة من الجميع الا من يحاول استخدامها ضدنا!!! .